الغاز الطبيعي .......ثروة قومية

الغاز الطبيعي .......ثروة قومية

نبذة عن الغاز الطبيعي

الموارد والثروات الطبيعية تتنوع داخل وخارج الأرض، ويعتبر أحد أبرز هذه الموارد هو الغاز الطبيعي ويعتبر أحد مصادر الطاقة ذو الطبيعة الأحفورية، يتكون من عدد من الغازات وأيضاً من بقايا الكائنات الحية التي تتحلل في المحيطات، ثم تتعرض للضغط والحرارة، ويتميز الغاز الطبيعي بتكلفته القليلة وسهولة استخراجه وفعاليته العالية أيضاً، كما أنه غاز لا لون ولا رائحة له، بالإضافة إلى قلة الملوثات التي تنبعث منه لذلك فهو صديق للبيئة، ويعد الغاز الطبيعي بديل طبيعي ونظيف عن الفحم، ويعتبر في الوقت الحاضر من أهم المصادر الطاقة على مستوى العالم.

فالدول التي تتمتع بقوة اقتصادية ومادية تمتلك مصادر الطاقة البديلة، والتي منذ اكتشافها والدول تسعي إلى التنقيب عنها حتى تستفيد منها في أمورها الحياتية المختلفة، والتي تسهم في نهضة مجتمعاتها، ويعد الغاز الطبيعي من مصادر الطاقة البديلة هذه وهو أكثرها استخداماً.

الغاز الطبيعي هو مركب هيدروكربوني يتكون من العوالق (الكائنات الحية الدقيقة مثل الطحالب والمواد الأولية والمواد العضوية من النباتات والحيوانات) جميعها تكونت بتأثير الضغط والحرارة الشديدين في طبقات الأرض أو في البحار أو المحيطات الرسوبية وتحت درجة حرارة مائة وخمسون درجة مئوية على عمق يصل إلى ستة آلاف متر وذلك منذ آلاف السنين

مكــــونات الغاز الطبيعي

تتعدد أنواع الغاز الطبيعي فمنه مثلاً الميثان والذي تتراوح نسبة وجوده ما بين 70 – 100%، وأيضاً الايثان والذي تتراوح نسبته بين 1 – 10% أما البرويان فهو يشكل نسبة قليلة جداً.

  

فوائد الغاز الطبيعي

يعتبر الغاز الطبيعي من أكثر مصادر الطاقة البديلة أماناً، ويعتبر كذلك ثروة اقتصادية حيث أنه يوفر دخلاً مادياً عالياً ويزيد من المستوى المعيشي وذلك يعود على الدولة في تحسين حالتها الاقتصادية وتعزيز قوتها.

كما انه يحد من التلوث السمعي لأن الغاز الطبيعي تتم عملية نقله عن طريق معدات توجد في باطن الأرض، و هو من مصادر الطاقة النظيفة فهو يمنع تلوث البيئة.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية تم استخدامه بديلاً عن الفحم الحجري وأصبح يشكّل ربع الطاقة المستهلكة فيها ، كما يتخذ الصينيون الغاز الطبيعي وسيلة لاستخراج الأملاح من البحار.

استخدامات الغاز الطبيعي

تعتمد المصانع على الغاز الطبيعي في عمل آلاتها، وتم استعماله كوقود للسيارات وأيضاً كغاز للثلاجات، كذلك يتم استخدامه في النشاطات الحيوية المختلفة وأمور الناس الحياتية مثل الطبخ وتسخين الماء والتدفئة، أيضاً يتم استعماله في محطات توليد الكهرباء فهم يستفيدون من طاقته الناتجة في توليد الطاقة الكهربية التي لا غنى عنها في حياة الإنسان، أيضاً الغاز الطبيعي يساهم في صناعة الصلب والبلاستيك حيث يعتبر وقوداً أحفورياً، أيضاً يصنع منه الأسمنت، ويستخدم في تحلية مياه البحار، أيضاً يدخل في الصناعات الكيميائية وغيار المركبات، كذلك يدخل في صناعة المنسوجات والملابس، ويتم استعماله في صناعة المنظفات كالصابون وغيرها، و كذلك في الدهانات والمواد العازلة ، أما الشركات مثل مرسيدس وفولفو وجنرال موتورز وفيات وتويوتا وغيرها اتجهت إلى صنع السيارات التي تسير باستخدامها للغاز الطبيعي.

تأثير الغاز الطبيعي على الإنسان

يتعرض الأنسان إلى بعض الأضرار إذا تم استنشاقه  مثل الدوخة والغثيان والقيء وصعوبة التنفس والموت، ولكن لم تثبت له أي آثار عند ملامسته للجلد أو العين.

رحلة الغاز الطبيعي من البئر الى المستهلك

يتم نقل الغاز الطبيعي عبر الانابيب من الآبار إلى مصنع المعالجة والتي يتم فيها تنقية الغاز من الشوائب المصاحبة مثل فصل الغاز عن بخار الماء وكبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين وغيرها من المواد مثل الرمال والزئبق حتى يتوافق مع المعايير المحددة ، بعدها يتم ضخ الغاز الى الشبكة القومية للغازات الطبيعية.

الغاز الطبيعي في مصر .. نقلة نوعية

تشهد مصر خلال الآونة الأخيرة نقلة نوعية في انتاج الغاز الطبيعي و أملاً أن تصل إلى حد الاكتفاء الذاتي من الطاقة دون اللجوء إلى الاستيراد من الخارج، الذي يكلفها ملايين الدولارات شهريًا ويضغط على الاحتياطي النقدي المنهك للبلاد.

حيث تهتم الدولة بتوفير المناخ الملائم لجذب مزيد من الاستثمارات، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز، فضلًا عن مواصلة تطوير وتحديث هذا القطاع، لا سيما في مجال الغاز الطبيعي الذي تتطلع مصر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي منه في غضون العامين المقبلين.

وتعمل مصر على زيادة إنتاج النفط والغاز؛ بتوقيع اتفاقيات للتنقيب واعادة التفاوض على أسعار الإنتاج ومسابقة الزمن للإسراع بالمشروعات للوصول بمصر الى حد الاكتفاء الذاتي من الطاقة .

وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، أعلن إن عام 2017 شهد نقلة نوعية في إنتاج مصر من الغاز الطبيعي، وذلك في ضوء توجهات الدولة بالإسراع بخطط تنمية حقول الغاز المكتشفة، ووضعها على الإنتاج والضخ منها في الشبكة القومية للغازات الطبيعية لتلبية احتياجات السوق المحلية من الغاز الطبيعي، مشيراً إلى أن إنتاج مصر الحالي من الغاز الطبيعي يبلغ حوالي 4.4 مليار قدم مكعبة يومياً، وأنه من المخطط إضافة أكثر من مليار قدم مكعبة يومياً من المرحلة الأولى للإنتاج من حقل ظهر، هذا بالإضافة إلى إنتاج حقل نورس الذي وصل حالياً إلى حوالي 870 مليون قدم مكعبة من الغاز وسوف يتزايد بعد دخول آبار جديدة على خط الإنتاج.

أن مصر تستورد حالياً حوالي 1.2 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي المسال، بتكلفة تقدر بـ 250 مليون دولار شهرياً، مشيراً إلى أن الوفر الذي سيتحقق بعد إضافة 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً، يقدر بحوالي 280 مليون دولار شهرياً، إذا استمرت الأسعار الحالية بنفس المعدل. وأوضح أنه كان مخططاً أن تشهد الفترة ما بين 2020-2021 اكتفاءً ذاتياً من الغاز الطبيعي، لكن في ضوء إجراءات الإسراع في خطط تنمية الاكتشافات، من المتوقع أن تشهد مصر نهاية عام 2018 وبداية عام 2019 اكتفاءً ذاتياً من الغاز الطبيعي، لكافة قطاعات الدولة التي تشمل الكهرباء والصناعة والمنازل والسيارات والصناعات ذات القيمة المضافة كصناعة البتروكيماويات وغيرها، مما سيسهم في تحقيق نهضة في الاقتصاد القومي.

وتمتلك مصر حوالي 1% من الاحتياطي العالمي، حيث تضم ثاني أكبر احتياطيات محتملة للغاز الطبيعي بالمياه العميقة في العالم بعد خليج المكسيك تصل لحوالي 70 تريليون قدم مكعب.

سياسة التعامل مع الشركات الأجنبية لاستكشاف الغاز الطبيعي في مصر

كانت حقول الغاز الطبيعي في مصر تُسلَّم للحكومة المصرية بدون مقابل، ولما بدأ استخدام الغاز الطبيعي كوقود في السوق المحلية وبعد ارتفاع أسعار البترول العالمية نتيجة للثورة الإيرانية، قام  قطاع البترول في عام 1980 بإدخال بند جديد في الاتفاقيات المُبرَمة مع شركات الإنتاج الأجنبية تحصل بمقتضاها على بعض المميزات المادية مقابل تسليم تلك الحقول تعويضاً عن تكاليف الاستكشاف سُميت بالحافز.

و بدءاً من يوليو 2000 تم عمل اتفاقية لتعديل سعر الغاز بحيث يضع حداً أقصى لسعر الغاز الطبيعي الذى يحصل عليه الشريك الأجنبي مهما ارتفعت أسعار البترول الخام.

إنتاج واستهلاك الغاز الطبيعي في مصر

بدأ الاستغلال التجاري للـغاز الطبيعي في مصر في عام 1975 وطبقاً لأرقام عام 2005 تعتبر مصر هي الدولة الأولى في استهلاك الغاز الطبيعي في إفريقيا والثالثة في الوطن العربي بعد السعودية والإمارات.

سياسة تصدير الغاز

تعتمد الشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) سياسة مقتضاها ألا يتم تصدير أكثر من ثلث الاحتياطيات المؤكدة في أي وقت -وبالفعل يتم تصدير 21 % فقط من إنتاج الغاز الطبيعي ويتم تصدير الغاز عبر خطوط الأنابيب (خط الغاز العربي)

مزايا الغاز الطبيعي

- يسهم الغازالطبيعي توفير مبالغ الدعم الضخمة المخصصة للوقود السائل وبأستخدامه في مشروعات  التنمية.

-   يقلل من الانبعاثات التي تؤثر على البيئة وصحة المواطنين.

-   يحقق الغاز الطبيعي لمصر تأميناً لمصادر الطاقة.

-    يؤدى إلى تحقيق التوازن على طلب المنتجات البترولية السائلة حيث أنه -  يوفر للدولة مستهلكات ضخمة من الوقود السائل.

Share on Google Plus

About Petroleum Marine Services